أعلنت رئيسة مجلس ادارة جريدة “النهار” رئيسة التحرير نايلة تويني، “ان صدور الجريدة اليوم بلون أبيض، هو لإطلاق شعار “نهار ابيض في وجه الظلمة”، وهي لحظة تعبير عن دورنا الاخلاقي والعميق بالمسؤولية تجاه وضع البلد.
وقالت في مؤتمر صحافي عقدته في مبنى الصحيفة، في حضور النائبين نديم الجميل وطوني فرنجية، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، رئيس مجلس ادارة “ام .تي. في” غابريال المر، والإعلامينن العاملين في الصحيفة وحشد من الوسائل الإعلامية: “ان القلم سلاح، وبياض صفحات “النهار” اليوم سلاحنا، استخدمنا قلمنا في كل المراحل والمعارك من اجل لبنان وشعبه، واجب القلم هو نقل نبض هذا الشعب وهمومه، فالقلم كان الى جانب كل انجاز وفرحة في هذا الوطن، وهو رفض ايضا كل مؤامرة ضد الأرض والإنسان”.
وأضافت: “الشعب تعب و”النهار” تعبت ان تكتب حججكم ووعودكم المكررة الفارغة، لقد انتظرنا سنوات لتعطوا الشعب حق ان ينتخب نوابه، وانتظرنا اشهرا لننتخب رئيسا للجمهورية، وما زلنا منذ خمسة اشهر ننتظر ولادة الحكومة ونتفرج على لعبة تقاسم الحصص، والله يعلم كم يوم سنظل ننتظر لنرى هذا اليوم الأبيض الذي ننتظر.
الوقت يمر والخطر يزيد، ونواجه كلنا مرحلة من اشد المراحل خطورة في تاريخ لبنان، وصفحات “النهار” البيضاء اليوم هي لحظة تعبير مختلفة عن شعورنا الأخلاقي العميق بالمسؤولية كمؤسسة اعلامية وطنية تجاه وضع البلد الكارثي. واكثر ما يوجع هو عندما تتعطل لغة الكلام، وكأنه محكوم علينا ان نعيش هذا الوضع. فأجيال لا تعرف ماذا ينتظرها في الغد، اولادنا يتنفسون هواء ملوثا وبيئتنا اصبحت مصدرا للأمراض، ولكن ابيضنا اليوم لا يعني اليأس ولا ان القلم انكسر، وفي هذا اليوم الأبيض نؤكد الالتزام، ان صفحاتنا هي صفحات الشعب ومساحات تعبير مفتوحة، عن الغضب والصرخة والقضايا والحلول، لنبني دولة حضارية على مستوى احلام الجيل الجديد. صرختنا اليوم ليست مع طرف ضد آخر، هي صرخة لنتكلم عن الوجع ولنقول ان الوضع غير محمول. اليوم نتوجه بالصفحات البيض الى الناس لنقول يكفي، ولندعوهم لكي لا يخسروا ايمانهم بالبلد رغم كل شيء، ولندعو المسؤولين الى وقفة ضمير ليجعلوا المصلحة الوطنية اهم من اي مصلحة اخرى ولإعلان تشكيل حكومة في اسرع وقت قادرة على التصدي للمخاطر”.
وأكدت “أننا نؤمن ببلدنا وسنظل نحارب من اجله، نحن القلم سلاحنا وصوتكم هو سلاحكم، تحرروا من القيود وقولوا ما في قلبكم، شعارنا الذي اريد ان اطلقه اليوم هو “نهار ابيض بوجه الظلمة”. وادعو كل الشعب اللبناني الى ان ينضم الينا ليعود لهذا البلد بياضه، ونرفع عنه الظلم. هذا العدد هو ايمان بدور الصحافة المستقلة وضرورة استمرارها كآلة ضغط من اجل الناس، وان حجم التفاعل الذي لمسته اليوم هو اكبر دليل على أن الصحافة كانت وستبقى مرآة لوجع الناس. وأتعهد أن أبذل كل جهدي لتبقى النهار رغم كل شيء. وهذا الإصرار نتمنى ان يكون نقطة تحول وناقوس خطر تجاه الأزمات ولحظة وعي لخلاص لبنان. اليوم صفحتنا بيضاء، ومن هذه اللحظة سيعود القلم يكتب ويعبر ويصرخ، وانتم استعملوا هذا الإصدار لتعبروا على صفحاته عن وجعكم وعن ما في قلبكم من اجل بلدنا وشعبنا”.
سئلت: هناك من ربط ما قمتم به اليوم بإمكان ان يكون مصير “النهار” مثل مصير “الأنوار” و”السفير”، وهل يمكنكم ان تستمروا؟
اجابت: “وضع البلد كله سيئ، ووضع الإعلام في العالم وفي لبنان والمنطقة ايضا، “النهار” قادرة على ان تستمر ولن تستسلم، واذا عدنا الى عام 1937 فسنعرف ما هو دور “النهار” وكم ضحت وكم مرت بأيام صعبة، وإن كل التغيير الذي نقوم به هو لندمج بين الورق والموقع الإلكتروني لنعطي طريقة جديدة للإعلام ونبقى صوت الناس”.
سئلت هل ستستمرون ورقيا؟
اجابت: “اكيد، مستمرون ورقيا ومن خلال الموقع الإلكتروني ايضا”.
وقالت ردا على سؤال: “ما نطرحه اليوم هو صرخة البلد وليس صرخة الإعلام، وهذا دورنا كمؤسسة اعلامية مثل النهار التي كان لها دور في السياسة وفي التغيير في البلد، ان تدق ناقوس الخطر وتقول للناس وللسياسيين افعلوا شيئا من اجل ان تخلصوا لبنان، وما نقوم هو صرخة وطن، وكل انسان يجب ان يقول للمسؤولين انتم مسؤولون عنا وعن هذا البلد ويجب انقاذه. في اصعب الظروف، وحتى في الحروب لم نمر بمرحلة مثل التي نمر بها الآن، من حق اللبناني ان يعيش بكرامته وان يكون مرتاحا للهواء الذي يتنفسه ومرتاحا لأكبر واصغر تفصيل، انا لست خائفة على النهار، فإذا كان لبنان بخير فالنهار ستكون بألف خير، وفي النهاية نريد ان يكون بلدنا بخير”.
واعتبرت ردا على سؤال “ان هناك ازمة اقتصادية في البلد، أزمة كبيرة، ويجب ان ننتفض جميعا لنجعل المسؤولين يتحملون مسؤوليتهم، وعلينا ان نتحرك جميعا من اجل لبنان، والبلد لا يقف فقط على ازمة الإعلام. صحيح ان الإعلام من أهم الأزمات، ولا لبنان بلا اعلام. الإعلام في لبنان كان دائما الإعلام الحر والمستقل، واليوم ما اردنا قوله هو أننا نريد الإنسان والاقتصاد بخير. هناك أزمة في كل قطاع في البلد، وهنا دور المسؤولين ودور كل انسان، وهناك حلول واشخاص قادرون على انقاذ لبنان ومستعدون للمساعدة”.
وهل القوى السياسية ستتفاعل مع النداء الذي وجهته؟ أجابت: “أنا قمت بما يوليه علي ضميري لمؤسسة مثل “النهار” تلعب دورا ورسالة في لبنان منذ عام 1933. لقد قمت بواجبي وقرعت ناقوس الخطر وقلت اننا نريد ان ننقذ لبنان، وكلنا أمل ولم نيأس قط حتى في أصعب الفترات التي مررنا به، وتحدينا ولن ندع أحدا الآن يجعلنا نستسلم.
نحن منبر اعلامي لدينا رسالة ونتمنى على كل وسائل الإعلام ان تضم صوتها الينا وان تقوم بهذا الضغط اليوم، وان تكون بالأبيض، اضافة الى كل من هم على وسائل التواصل الإجتماعي الذين عبروا عن خوفهم على “النهار”. أتمنى أن ينضموا الينا ويتحركوا معنا بالأبيض، نريد تغييرا”.
سئلت: ما هي الخطوة المقبلة؟
اجابت: “هذا القلم الذي أخاف الكثيرين، ودفع دما، هو أقوى سلاح. فلا الشارع سلاح ولا القتل سلاح ولا الحرب سلاح ولا الكلام بقلة احترام سلاح، قلمنا هو رسالتنا وهو أقوى سلاح”.
وعن تشكيل لجنة لجمع كل القوى التي دعتها الى التحرك، قالت: “نحن حاضرون، ولقد بدأنا منذ ان اصدرنا العدد مع الجامعة الأميركية، ونحن حاضرون لإعطاء الدراسات وسيكون هناك لجان تتابع في كل موضوع مع الخبراء بالتفصيل. نحن جاهزون وابواب “النهار” مفتوحة ليلا ونهارا، وهذا دورنا”.
وردا على سؤال قالت: “ما قمنا به اليوم هو لإنقاذ لبنان، أكان في الإعلام أم الاقتصاد أم الأمور الحياتية والمعيشية. نحن كنا نوصل الصوت من خلال رسالة بيضاء.
ودعوتي لكل صحافي ان يكون صوت الناس، ومسؤولية كل صحافي لبناني ان ينقذ لبنان، وهذه انتفاضة على كل ما وصلنا اليه، وآن الأوان أن نخلص لبنان يدا بيد، ولسنا ضد أحد”.
الجميل
وقال الجميل ردا على سؤال عن معنى مشاركته مع فرنجية في هذه الوقفة: “أريد بداية ان اهنئ النهار والسيدة نايلة على جرأتها. فليس سهلا ان تصدر اي وسيلة اعلامية بصفحة بيضاء، وان شاء الله تكون هذه الصفحة صفحة بيضاء للبنان وللوطن وللسياسة فيه، لأننا تعبنا جميعا من كل الظروف والأسلوب الذي تتداول فيه السياسة في البلد، ومن طريقة الخمول والاستلشاق بالوضع الإقتصادي والإجتماعي. وهناك كثير من اللبنانيين والنواب يشاركوننا ويشاركون “النهار” هذه الوقفة، ونحن هنا لنتضامن مع كل المشروع السياسي الذي حملته الصحيفة والذي يحمله هذا الوطن، وهو الحرية والديموقراطية والاستقلال والسيادة، هذا هو عنوان “النهار” وهذه هي الصفحة البيضاء التي سنكتبها في المستقبل”.
واشنطن لا تستسيغ تدخُّل نتنياهو. قرأة المزيد lebanonnewsnetwork.com