بقلم نجيب روحانا
جدالات وسجالات تكتسي طابع عقم مستحيل بمفهوم سطحي لحل مشاكل البلد. لا تحدّثونا عن تقارير وكالات التصنيف الدولية وما ستقوله، ولا عن الملفات العالقة عن مذبلة المتوسط، ولا عن المشاريع الوهمية، ولا عن الفساد، ولا عن حال الليرة، ولا عن وضع القضاء، ولا عن الأمن والفلتان الناري، ولا عن النهب، ولا عن تفسير المادة ٩٥.
فقط، حدّثونا عن، أين أصبح تنفيذ اتفاق الطائف منذ ١٩٨٩؟ الكل ينادي بالطائف، لكن أحداً، وتحديداً الشريك المسلم، لم يدخل في تفاصيل التنفيذ، من خلال البنود والمواد. كل ينادي بما يناسبه. الشيعة ينشدون إلغاء الطائفية السياسية، بعدما صاروا أكثرية عددية، وهم بانتظار «الإستيلاء المنتظر».
السنة يتذكرون الطائف من باب المحافظة على صلاحيات الرئاسة الثالثة، وهم بانتظار موج البحر السنّي ليصحو ويمحي الآخرين. المسيحيون (الزعماء) يريدون تعديل بعض بنود الطائف، إنّما همّهم سعيهم وراء «الكرسي الفارغة»، وملتهون «بالأنا»، متناسين مشروع المسار والمصير. لأنّ المسار الّذي تسلكه الأحزاب المسيحية كفيل بإنهاء الحالة المسيحية وإضاعة المصير.
حدّثونا أيّها الأكارم عن نقل صلاحيات الرئاسة الأولى الى مؤسسة مجلس الوزراء وليس الى رئيس الوزراء، والمؤسسة لم تقم، وليس لها نظام داخلي ولا مقر خاص، وإنّ الانتقال الذي حصل أصاب الرئاسة الأولى فقط. حدّثونا عن إنهاء الحالة العسكرية وسحب السلاح من الجميع، لكنّه استمرّ لدى فريق سياسي واحد ما جعل ميزان القوى مختلاً.
حدّثونا عن اعتماد قانون جديد للإنتخاب يقوم على المحافظة دائرة واحدة (زحلة والبلدات المسيحية المجاورة محافظة واحدة) بعد إعادة النظر في المحافظات القائمة. حدّثونا عن اللامركزية الإدارية الموسّعة. لكن كل ذلك لم يتحقق حفاظاً على مكتسبات أهداها النظام السوري للشريك المسلم، وحفاظاً على الزبائنية التي تحكم البلاد.
عن أي طائف تتكلّمون؟ «هذا الطائف الحالي» أشبه بسيارة مستعملة من دون شهادة منشأ. مصنّفة حديد كسر في مرائب العالم. دولة بقفل مركزي يملك مفتاحه المهدي المنتظر. كلّ محوّلات هذه السيارة معطّلة، وحده المحوّل الذي يدفعها الى الوراء بحالة ممتازة وخلنج. كل ما يستطيع أن يفعله «هذا الطائف» هو توجيه خلفية السيارة الى الوجهة المطلوبة والتقدم الى الوراء.
«هذا الطائف» يعطّل كل شيء، عند أوّل مطبّ. سيارة تسقط عمداً في أول جورة، دائماً بحاجة الى دفش وتلقيط، وجعل الدولة من دون وجهة، ومن دون اتجاه ومن دون وجه. يا أكارم نفذوا اتفاق الطائف نصاً وروحاً، عندها، لا أحد بحاجة الى تفسير والسلام عليكم!!!
“The social media web is a very noisy one indeed and making sure that you are heard requires you to shout more effectively, rather than louder.” ― David Amerland – Visit THE ONLINE PUBLISHERS TOP online writers for social media content creation services.