تفاءل مشجّعو يونايتد بالمهاجم السابق، الذي تبقى أبرز محطة في مسيرته منحه يونايتد لقب دوري الأبطال 1999 بإشراف المدرب السابق «السير» أليكس فيرغوسون، بعد دخوله بديلاً وتسجيله هدف الفوز 2-1 على بايرن ميونيخ الألماني في الثواني الأخيرة.
إلّا أنّ أشدّ المتفائلِين لم يتوقّع أن يقود سولسكاير صحوة مذهلة، وأن يحقق الفريق معه 10 انتصارات وتعادلاً واحداً في 11 مباراة في مختلف المسابقات.
وبعدما ساد الإعتقاد بأنّ يونايتد خرج من حسابات المنافسة هذا الموسم، أعاده سولسكاير الى المركز الرابع في ترتيب الدوري الإنكليزي، ويستعدّ الليلة على ملعب «أولد ترافورد» لبدء اختبار أوروبي، شاءت الأقدار أن يكون أمام تشكيلة منقوصة للفريق الباريسي، يغيب عنها نجما الهجوم البرازيلي نيمار والأوروغوياني إدينسون كافاني للإصابة.
أول لقاء أبطال بين باريس ويونايتد
وقبل لقاء هو الأول في المسابقات الأوروبية بين فريقه وفريق المدرب الألماني توماس توخل، قال النروجي للموقع الإلكتروني للإتحاد الأوروبي: «باريس سان جرمان هو أحد أصعب الفرق التي يمكن مواجهتها، إلا أنّه أيضاً من الفرق التي نتطلّع قدماً للعب ضدّها».
وأضاف: «في صفوفه لاعبون من الطراز العالمي في كل الخطوط، وتوخل جيد جداً على المستوى التكتيكي»، متابعاً: «لا يمكننا تحضير تكتيكات معيّنة. علينا التركيز على أنفسنا، وتقديم الكرة التي نُعرَف بها».
كرة القدم هذه شكّلت عنوان مسيرة سولسكاير التدريبية اليافعة مع الفريق الإنكليزي الشمالي، وهي مهمة يتّكئ فيها على مساعدِين أبرزهم اليد اليمنى السابقة لفيرغوسون مايك فيلان، إضافة الى اللاعب السابق مايكل كاريك.
وقلب سولسكاير وضع يونايتد رأساً على عقب، لاسيما من الناحية الهجومية التي كانت أشبه بسراب في عهد مورينيو. أعاد النروجي، الذي وصفه فيرغوسون في السابق بأنّه من أفضل المهاجمين الإحتياطيّين في العالم، تغذية الشهية التهديفية للفريق، وبدا أثر ذلك واضحاً على اللاعبين: سجلوا 29 هدفاً في 17 مباراة في الدوري الإنكليزي هذا الموسم مع مورينيو، مقابل 23 هدفاً في 9 مباريات فقط مع سولسكاير.
واختصر الأخير هذه العقلية بالقول: «للفوز بالمباريات عليك أن تمرّر الكرات الى الأمام، وأن تركض الى الأمام»، مضيفاً: «هذه هوية فائزة، هذه هوية واثقة. نُريد أن نُقدم على المخاطرة. نُريد أن نسعى الى تسجيل الهدف الثاني، والثالث، والرابع، لأنّ هذا ما نقوم به في مانشستر يونايتد».
ويأمل الفريق الإنكليزي في بلوغ ربع نهائي المسابقة القارية، التي توّج بلقبها 3 مرات، للمرة الأولى منذ 2014. وسيعوّل على «العامل الفرنسي» المتمثّل بلاعب خط الوسط بول بوغبا المُنبعث مع سولسكاير من تحت رماد العلاقة المتوتّرة مع مورينيو، وزميله المهاجم أنطوني مارسيال.
باريس في غياب ضلعَي الهجوم
وفي حين أنهى يونايتد دور المجموعات كثاني المجموعة الثامنة خلف يوفنتوس بطل إيطاليا، تصدّر بطل فرنسا المجموعة الثالثة الصعبة التي كانت تضمّ وصيف الموسم الماضي ليفربول الإنكليزي ونابولي الإيطالي.
ويسعى الفريق الى تحقيق نتائج إيجابيّة في مسابقة دوري الأبطال ونيل لقبها للمرة الأولى. وخرج فريق العاصمة الفرنسية من ثمن النهائي في الموسمَين الماضيَين، بعدما بلغ ربع النهائي 4 مرات توالياً قبل ذلك.
إلّا أنّ سان جرمان يجد نفسه أمام تكرار الحظ العاثر الذي اختبره العام الماضي، عندما غاب نيمار لإصابة في مشط القدم اليمنى عن مباراة الإياب ضد ريال مدريد في ثمن النهائي، والتي انتهت بخسارة فريقه 1-2 وخروجه من المنافسة، بعدما كان قد خسر ذهاباً أيضاً 1-3.
وهذا الموسم، الحظ العاثر مضاعف: نيمار غائب لإصابة مماثلة، والهدّاف التاريخي للفريق كافاني أصيب ضد بوردو السبت. وسيضرب الغيابان المثلث الهجومي الأقوى في أوروبا، والمتضمن الفرنسي كيليان مبابي الذي سيكون الاعتماد على سرعته لضرب خط دفاع يونايتد.
ومن المتوقع أن يغيب نيمار، أغلى لاعب في العالم، حتى مطلع نيسان المقبل، فيما أصيب كافاني في الورك الأيمن، ولم يُحدّد النادي فترة غيابه المتوقعة.
واعتبر الألماني يوليان دراكسلر لاعب سان جرمان، أنّ «الشياطين الحمر» يُشكّلون «خطراً في أيّ وقت، إلا أنّنا أيضاً فريق قوي جداً وقادر على القيام بأمور كبيرة جداً. ستكون مواجهة مثيرة للاهتمام».
وإضافة الى كافاني ونيمار، يفتقد سان جرمان ظهيره البلجيكي توماس مونييه للإصابة أيضاً، فيما عاد الى صفوفه لاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي بعد تعافيه منها.
دي ماريا يعود إلى «أولد ترافورد»
يرغب الجناح الدولي الأرجنتيني أنخل دي ماريا، الذي دافع عن ألوان مانشستر يونايتد الإنكليزي لموسم واحد مُخيّب، في تسجيل النقاط في عودته الى ملعب «أولد ترافورد» مع فريقه باريس سان جرمان الفرنسي.
وُيتوقّع أن يؤدّي دي ماريا، الذي يكّمل هذا الأسبوع عامه الـ31، دوراً رئيسياً أمام «الشياطين الحمر» في غياب نجمَي سان جرمان وهدّافيه المصابَين: البرازيلي نيمار والأوروغوياني إدينسون كافاني.
وسيمنح هذا النقص اللاعب الأرجنتيني فرصة أن يُثبت لماذا جعل فريق العاصمة الفرنسية منه، أبرز المنضمّين الى صفوفه في صيف 2015، قبل عامَين من استقدام نيمار والفرنسي الواعد كيليان مبابي.
وكلّف دي ماريا، لاعب بنفيكا البرتغالي وريال مدريد الإسباني سابقاً، يونايتد مبلغ 60 مليون جنيه استرليني في 2014، إلا أنهّ لم يستطع فرض نفسه في الدوري الإنكليزي الممتاز، ولم يسجّل سوى 3 أهداف في 27 مباراة في الدوري الإنكليزي موسم 2014-2015.
خارج المكان
كما شهدت إقامة دي ماريا القصيرة في إنكلترا محاولة سرقة منزله في ضواحي مانشستر، ما أدى الى إصابة زوجته وابنته بذعر شديد. ولدى قدومه الى مانشستر، حيّا المدرب حينها الهولندي لويس فان غال وافداً من «طراز عالمي»، لكن سرعان ما تدهورت العلاقة بينهما، إذ كان اللاعب يتّهم مدربه بجعله يلعب في غير مكانه.
وقال أخيراً في مقابلة مع إذاعة «فرانس بلو»، «لم أبقَ (مع مانشستر يونايتد) إلا عاماً واحداً. ليست أفضل فترة في مسيرتي، أو لنقل أنهم لم يسمحوا لي بقضاء أفضل أيامي هناك». وأشار الى «وجود مشاكل مع المدرب في تلك الفترة».
وساهم دي ماريا في تسجيل ما يزيد على 70 هدفاً لسان جرمان في الدوري الفرنسي، مع أنّ الهدف الأساسي للتعاقد معه كان مساعدة فريق العاصمة على التقدّم ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا، بيد أنه لم يحل دون خروجه من ثمن النهائي في الموسمَين الماضيَين.
الـ«في أيه أر» في الأبطال
أكّد رئيس لجنة الحكّام في الإتحاد الأوروبي لكرة القدم روبرتو روزيتي، أنّ قرار استخدام تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم («في إيه آر») في دوري الأبطال، والذي يدخل حيّز التنفيذ في ثمن النهائي الليلة، لاقى ردود فعل إيجابية.
وكان الإتحاد القاري، لاسيما رئيسه السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، حذّر من اعتماد هذه التقنية المثيرة للجدل، والتي تُعدّ من الإصلاحات التي دفع في اتجاهها رئيس الإتحاد الدولي (فيفا) جاني إنفانتينو.
وبعدما كان قد قرّر اعتماد التقنية في المسابقة في موسم 2019-2020، أعلن الإتحاد الأوروبي في كانون الأول الماضي بدء تطبيقها من الأدوار الإقصائية لهذا الموسم.
ولدى سؤاله متى وكيف يتدخّل الفريق المكلّف بهذه التقنية ويتواصل مع الحكم، قال روزيتي: «تمّ تعريف البروتوكول الخاص بتوقيت وكيفية استخدام المساعدة بالفيديو من قِبل مجلس «الفيفا» الذي يحّدد أيضاً قوانين اللعبة. إرشاداتنا في الإتحاد الأوروبي حول كيفية تطبيق هذا البروتوكول واضحة للغاية. لن يتدخل حكم الفيديو إلا عندما يتوافر لديه دليل على خطأ واضح في 4 حالات مؤثرة في سير المباراة: أهداف ومخالفات تؤدي إلى هدف، الأخطاء والقرارات الخاصة بركلة جزاء، الحوادث المؤدية لرفع البطاقة الحمراء مباشرة، وتحديد خاطئ لهوية لاعب».
وأضاف: «يشمل ذلك الأهداف المسجّلة بعد خطأ خلال الهجوم، أو من موقف تسلّل. ستُساعد أحدث تقنية الـ»3D» حكم الفيديو في تحديد ما إذا كان هناك وضع تسلل. ويمكن لمساعد حكم الفيديو أن يتدخل في حال ارتكاب مخالفة واضحة تتطلب معاقبة اللاعب ببطاقة حمراء مباشرة.
وأشار إلى أنّه سيتم استخدام تقنية الفيديو في نهائي مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) هذا الموسم في باكو، نهائيات دوري الأمم الأوروبية في البرتغال، كأس الإتحاد الأوروبي تحت 21 عاماً في إيطاليا، دوري أبطال أوروبا لموسم 2019- 2020 منذ الأدوار التمهيدية، وفي كأس السوبر الأوروبية.
وأنهى روزيتي كلامه بالإشارة إلى أنّ الإتحاد الأوروبي ما زال يخطّط لتوسيع نطاق استخدام هذه التقنية لتشمل نهائيات كأس أوروبا 2020، «يوروبا ليغ» في موسم 2020-2021 بدءاً من دور المجموعات ونهائيات دوري الأمم 2021.
«تسانيولو الشاب» أمل روما
يعوّل روما الإيطالي على لاعب وسطه المهاجم الواعد نيكولا تسانيولو (19 عاماً) لفكّ عقدته أمام بورتو البرتغالي، عندما يستضيفه الليلة على ملعب «الأولمبيكو» في العاصمة في ذهاب ثمن نهائي الدوري الأوروبي.
والتقى الفريقان 4 مرات قارياً، ففاز الفريق البرتغالي مرّتَين وتعادلا مرّتَين. وحرم بورتو فريق العاصمة الإيطالية بلوغ ربع نهائي مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية، التي أُدمجت لاحقاً مع كأس الإتحاد، عام 1981 عندما تغلّب عليه 2-0 في البرتغال قبل التعادل سلباً إياباً في روما.
وتجدّد الموعد بين الفريقَين صيف 2016 في الدور الفاصل المؤهّل لدور المجموعات لمسابقة دوري الأبطال، فانتزع روما التعادل من بورتو 1-1 ذهاباً، لكنه خسر إياباً 0-3 في مباراة شهدت طرد قائده الحالي دانييلي دي روسي (د39) ومدافعه البرازيلي إيمرسون بالميري (د50).
موهبة واعدة
يُعتبر تسانيولو أكثر الظواهر غير المتوقعة في كرة القدم الإيطالية: انتقل إلى فريق العاصمة الصيف الماضي في إطار صفقة انتقال البلجيكي راديا ناينغولان إلى إنتر ميلان، لكنه حرق المراحل بسرعة ليفرض نفسه في سنّ التاسعة عشرة كأحد أبرز المواهب الواعدة في «الكالتشيو».
مراوغة، تمويه جسدي، وتمويه جسدي آخر… تلاعب من خلالها بمدافع ساسوولو جانمركو فيراري وحارس مرماه أندريا كونسيلي، وطرحهما أرضاً وتابع الكرة ساقطة ببرودة أعصاب داخل المرمى الخالي، فألهب حماس جماهير ملعب «الأولمبيكو» التي بدأت ترى لمسة أسطورتها فرانشيسكو توتي في أسلوب لعب تسانيولو.
قال عنه مدربه أوزيبيو دي فرانشسكو: «هو مثل توتي، لاعب يتحدث قليلاً ودائماً ما يطلب الكرة. ذهنياً هو في مكان جيد حالياً، وأريد أن أستفيد الى أقصى حدّ من طاقته الشابة، رغبته، وتصميمه».
كان تسانيولو شبه مجهول سابقاً. برز إسمه لأول مرة عندما انتقل ناينغولان إلى إنتر ميلان. كانت قيمة عقد تسانيولو وقتها 4,5 ملايين يورو، وأضيف إلى الصفقة في آخر لحظة حتى تكون الظروف المالية لرحيل الدولي البلجيكي أكثر قبولاً لدى فريق العاصمة.
في عمر الـ19، لم يكن قد سبق له اللعب في دوري الدرجة الأولى، والخبرة الوحيدة التي كان يملكها لدى «المحترفين» حفنة من المباريات في دوري الدرجة الثانية مع فريق فيرتوس أنتيلا موسم 2016-2017.
بعد 6 أشهر، ناينغولان يُقدّم أسوأ موسم في مسيرته في ميلانو وقيمة تسانيولو باتت توازي عشرة أضعاف ما كانت عليه في الصيف.
وفي الوقت الذي كان يبدو أنّ روما سيعيره الى فريق في الدرجة الثانية من أجل المزيد من الخبرة والاحتكاك، أبهر تسانيولو المدرب دي فرانشسكو والمدير الرياضي الإسباني مونشي منذ حصصه التدريبية الأولى.
حتى أنّ دي فرانشسكو قرّر في أيلول الماضي إشراكه في أول اختبار كبير، عندما دفع به أساسياً ضد ريال مدريد على ملعب «سانتياغو برنابيو» في الجولة الأولى من دور المجموعات، قبل أن يكون قد خاض أي دقيقة في الدوري المحلي.
بعدها بأسبوعَين، تلقى تسانيولو دعوة من مدرب المنتخب الإيطالي روبرتو مانشيني للانضمام إلى تشكيلة موسعة من 30 لاعباً. وبرّر مانشيني قراره بالقول: «تسانيولو لعب المباراة النهائية لكأس أوروبا تحت 19 عاماً. وفي هذا العمر إذا كنت قوياً، يجب أن تلعب».
واستفاد تسانيولو أيضاً من الإصابات الكثيرة التي ضربت صفوف فريق العاصمة هذا الموسم، ففرض نفسه أساسياً بشغله مراكز عدة كصانع ألعاب، رابط بين خطّي الوسط والهجوم أو الجناح الأيمن.
ولأنه لم يحصل حتى الآن على رخصة القيادة، ترافقه والدته كل صباح إلى مركز التدريبات في تريغوريا، وهو يتقاضى حتى الآن أكثر بقليل من حارس المرمى الثالث في النادي.
لكن مونشي يعمل بالفعل على تمديد عقده. ويقول بشأنه: «تسانيولو يساعد الفريق بشكل كبير، لكنه ليس الوحيد. لا زال يتطوّر ويحتاج الى أن يتمّ تركه بسلام، لأننا نتحدث عنه بشكل مكثف».
برنامج ثمن النهائي الليلة
روما الإيطالي – بورتو البرتغالي (22:00)
مانشستر يونايتد الإنكليزي – باريس سان جرمان الفرنسي (22:00)