انعقدت الجلسة العلنية لوزراء الخارجية والإقتصاد العرب عشيّة مشاركتهم في القمة العربية الاقتصادية التنموية، التي تلتئم بعد غياب 6 سنوات منذ انعقادها في المملكة العربية السعودية عام 2013. وقد بدأت بتسليم وزير الدولة لشؤون الدول الإفريقية في المملكة العربية السعودية أحمد بن عبد العزيز القطان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل رئاسة الجلسة.
استهلّت الجلسة بدقيقة صمت حداداً على أرواح الشهيد رفيق الحريري وكل الرؤساء ورؤساء الحكومات والمواطنين في لبنان وضحايا الارهاب في العالم العربي.
شكر باسيل كلّ دولة حضرت على اي مستوى كان بالرغم من الظروف السيئة المحيطة بالمنطقة، وأسف لأي دولةٍ لم تحضر “لأننا كعرب لا نعرف ان نحافظ على بعضنا بل نحترف ابعاد بعضنا واضعاف أنفسنا بخسارة بعضنا”.
واعتبر أن “الشرق الأوسط يواجه تحديات كبيرة تبدأ من الحروب، وسوء التغذية، والفقر في معظم بلداننا بالرغم من غناها، والجهل للحياة العصرية بالرغم من عِلمنا، اضافة الى التعصب والتطرّف والارهاب، ناهيك عن تعنيف المرأة وعدم منحها حقوقها الاساسية، وتعنيف الطفل الذي لا زلنا لا نفقه بكامل حقوقه”.
وقال إن “مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية كثيرة ونحن مسؤولون عن تعاظمِها، لأنه بدَل تكاتُفِنا لحلّها ترانا نختلف اكثرَ لتكبر اكثر، وبدل التضامن لنخفف آثارها ترانا نشنّ الحروب على بعضنا ليشتدّ بؤسها”.
وأضاف: “ها هو اللبناني الرائد في الهجرة، حولها الى قصة نجاح ليعيل من بقي من اهله، فلَحِقنا بمن بقى وزِدنا على بؤسِه بؤس اللاجئ الفلسطيني والنازح السوري ليزيد بؤسَهم جميعاً. حصل هذا في ظل الاحتلال والاستعباد”، وسأل: “هل يجوز ان يحصل ايضاً في ظل الاستقلال والحكم الوطني”؟
ورأى أنه “اذا كان لا سبيل بعد لصحوة سياسية على مستوى ما وصلنا اليه وكيفية الخروج منه، الا يجدر بنا ان نضع معاً خططاً مستقبلية، ولو نظريّة لتخفّف من ازماتنا، وترفع من مستوى حياتنا وتفتح الفرص امام شبابنا؟”
وعن سوريا قال باسيل: “هي الفجوة الاكبر اليوم في مؤتمرنا، ونشعر بثقل فراغها بدل ان نشعر بخفّة وجودها”، مشدداً على أن “سوريا يجب ان تعود الينا لنوقف الخسارةَ عن انفسِنا، قبل ان نوقفها عنها، يجب ان تكون في حضننا بدل ان نرميها في احضان الارهاب، دون ان ننتظر اذناً او سماحاً بعودتها، كي لا نسجّل على انفسنا عاراً تاريخياً بتعليق عضويتها بأمرٍ خارجي وباعادتها باذنٍ خارجي”.
بدوره، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ان التحديات الهائلة التي تواجه المنطقة تفرض بلورة رؤى جديدة والخروج بأفكار لا تكتفي بمخاطبة الحاضر بل تنصبّ على المستقبل وتطوراته المتسارعة.
ورأى أنّ التكامل الإقتصادي وتنسيق السياسات في شتى مناحي التنمية أصبح ضرورة لا ترفاً، لافتاً الى أن تطلعات الشعوب العربية نحو مستقبل أفضل تحمل فرصاً أوسع ومعدلات تنمية أسرع تنعكس على الإنسان تقتضي منهم جميعاً العمل بروح المسؤولية من أجل أن تكون هذه القمة خطوة نوعية على طريق التنمية العربية.
وكانت كلمات متتالية للوزراء العرب المشاركين في الجلسة، إذ دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي “للإتفاق على استراتيجية موحدة لحماية الأمن العربي وسط الممارسات الإسرائيلية الممنهجة المنعكسة خاصة على الشعب الفلسطيني”.
أمّا وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، حثّ على “تبنّي خطة تكاملية تركّز على الأمن الغذائي للمواطن العربي وصولاً إلى عالم خالٍ من الفقر والعوز”.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن أنّ “الإحتلال الإسرائيلي هو الخطر الأكبر على الأمن الإقليمي ولا بدّ من تحرّك عربي لإعادة الحياة لجهود السلام وفق حلّ الدولتين”.
بدوره، رأى وزير الصناعة والتجارة اليمني محمد الميتمي أنّ “الحرب العبثية في اليمن أنتجت واقعاً مأسوياً على جميع الصّعد والحكومة تعمل في وضع صعب ومعقّد”.
هذا وحضّ وزير الشؤون الخارجية الموريتانية اسماعيل ولد الشيخ أحمد “الدول العربية للإرتقاء بالأوضاع التنموية لبلادنا من خلال هذه القمّة”.