نشرت صحيفة “The European Sting” تقريراً عن قمة إسطنبول الرباعية التي شارك فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ورأت الصحيفة أنّ فرنسا وألمانيا وضعتا ثقلهما خلف الاتفاق الروسي-التركي في سبيل تحقيق دائم لإطلاق النار في سوريا، مشيرةً إلى أنّ الأطراف الأربعة اتفقت على إنشاء لجنة لوضع دستور جديد للبلاد، وذلك بعد مرور 24 ساعة على إبلاع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا مجلس الأمن بموافقة الرئيس السوري بشار الأسد على المشاركة في وضع دستور سوري جديد.
في المقابل، اعتبرت الصحيفة أنّ غياب الولايات المتحدة الأميركية يطرح علامة استفهام كبرى لجهة التوصل إلى حل سياسي سلمي للنزاع، مبينةً أنّ عدم مشاركة المملكة العربية السعودية بالتخطيط لمستقبل سوريا لفت الانتباه أيضاً.
الصحيفة التي ذكرت بالحملة الجوية الناجحة الروسية إلى جانب الأسد، في مواجهة مقاتلي المعارضة الذين حظوا بدعم سعودي وتركي وأميركي وأوروبي، التي أفضت إلى بقاء الرئيس السوري في الحكم الأسد وتمكين الجيش السوري من استعادة السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، رجحت أن تكون مشاركة ماكرون وميركل في قمة اسطنبول دليلاً واضحاً إلى أنّهما باتا يعترفان بأنّ سوريا أصبحت بيد روسيا وتركيا ودمشق عسكرياً.
في ما يتعلق بالأميركيين، قالت الصحيفة إنّهم يتعاونون عن كثب مع السوريين الأكراد الذين يتمتعون بحكم نصف ذاتي في شمال شرقي سوريا وأسسوا قوة عسكرية عربية-كردية تقودها تركيا تسيطر على مساحة كبيرة في وسط البلاد، معتبرةً أنّ هذه الوقائع تدل إلى أنّ واشنطن تتمتع بنفوذ واسع على أكثر من ثلث سوريا.
على مستوى السعودية، رأت الصحيفة أنّ النبرة العالية التي اعتمدتها الولايات المتحدة لمخاطبة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على مستوى قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي بمثابة دليل إلى أنّ واشنطن ليست سعيدة بما كسبته في سوريا ولا تريد مشاركته مع الرياض. إلى ذلك، اعتبرت الصحيفة أنّ الغرب وتركيا يستهدفان بن سلمان لجعل السعودية تنسى أمر سوريا من جهة وللحد من نفوذ ولي العهد في المملكة من جهة ثانية.
وبناء إلى ما سبق، شددت الصحيفة على أنّ هذه التطورات تشير إلى أنّ فرنسا وألمانيا أصبحتا تدعمان الخطة الروسية-التركية للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، قائلةً: “إذا حصل الأميركيون على ما يريدونه، قد يبدأ البلد الذي تمزقه الحرب بتنظيف الركام والبدء بإعادة الإعمار”، ومستبعدةً أن تكون للسعودية حصة في المرحلة المقبلة.